في رمضان...
يطيب للقلوبِ لتحليقُ في جو سمائه , و يطيب للحروفِ التغريدُ على أفنانه..
فما أسعد الكون بك شهرَ الأُنْس و الضِّياء!
و عُدْتَ يا رمضان بخيراتِك المتدفقة
قائلا في حديثك الروحاني الهامس إلى الآذان:هل من ظمآن فَيَنْهَل ..؟
فما أجودكَ رمضان!
و عُدْتَ يا رمضان
و معكَ الهدوء و السكينة في زمن مللنا فيه كثرة الصخب و الضجيج..
و عُدتَ رمضان..كما أنتَ لم تتغير لم تتبدل..
لتلقِّننا دروسا في الثبات و تضرب لنا أروع الأمثلة في ذلك ,في زمن أتعبنا فيه التلُوُّن و تعدُّدُ الأوجه في الشخص الواحد..
و عُدْتَ رمضان..
و معك مغتسلٌ باردٌ و شرابٌ, لتداوي الأسقام و تُزَكّي النفوسَ من أدناسِ العام..
و عُدْتَ رمضان..
لتُرَمِّمَ ما تهدّم من بُنيان و تجمع شمْلا فرَّقَتْهُ الأيام
و عُدْتَ رمضان مُحمّلا بالأنوار..
لتضيء مصابيحُك العتمات و تطرد شمسُك الظلمات..
و عُدْتَ رمضان..
لتجدد فينا نشوة الإيمان و ترقى بنا إلى منزلة الإحسان..
و صُفِّدَت في موسمِك الشياطينُ
ليزول الكدَرُ ويَعُمَّ الصفاءُ و تكونَ السيادةُ للخيرِ.
و فُتِّحَتْ في موسمك الزاهي أبوابُ الجنانِ
لتتأجَّجَ إليها الأشواقُ و تَشْرَئِبّ إليها الأعناقُ و يَحْلُو السِّبَاقُ..
"سَوْفَ" في الفعلِ علامةٌ من علامات الفعل المضارع,
و في رمضان علامةٌ من علامات الخسرانِ و الحرمانِ..
القرآنُ في رمضان خيرُ صاحبٍ و سميرٍ
و خيرُ ما غُسّلت به القلوبُ..
يالَتراويحِك رمضان
إنها راحةٌ و أنسٌ ,و سلّمٌ بديع لرقيِّ النفْس..
أَجْمِل بالدعاءِ في رمضان..
حين يخرج مِنْ فوهِ صائمٍ يفوحُ مِسْكا..
اللهمَّ إنكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عنّا
يقول ربنا جل في عليائه { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا }
فهلْ أشبعتَ روحك بتلاوة هذا الروح الرَّبّاني كما تُشبع بطنك -كل يوم- بما لذَّ و طاب؟
رمضان شهرُ الغفرانِ..
فما أجملَ أن نَغْفِرَ للخلقِ قبل أنْ نستغفرَ الخالقَ..
رمضان شهرُ الإحسانِ..
فهل أحسنتَ فيه للخلْقِ بِمَالِكَ و كذا أخلاقِكَ حتى يُحسنَ ربُّ الخَلْقِ إليكَ..؟
رمضانُ شهرُ الأنسِ
لكن هناك مَن يأنَسُ فيهِ بربهِ و طاعته و هناك مَنْ بالمُسلسلاتِ و التَّمْثِيلياتِ السخيفةِ يَأْنَسُ..