ليل طويـل آخـر .. واصطـدم بشهيـة كتابـة فارغـة .. هربـت إلى عالـم البرمجـة، ولكـنه لم يكـن مرحبـا بـي هنـاك هذه المـرة .. أجلـس ها هنـا أعد الثـواني، وبيـن يدي قلـم وورقــة .. عسـى أن أجـد "همسـة" طائشـة .. أو حتى اصيد حكايـة أو قصـة أو نكتـة...
لم استطع ان اتكلـم عن نفسيتي بقلبي، فأردت أن أتكلـم عنهـا بعقلـي .. هنـاك بحـثت عن مسائـل كثيـرا مـا أردت أن أناقشهـا مع مثقفي اللمة .. اختلطـت الشبكـة وضاعـت القضايـا بين الــ "هنـا" والــ "هـنـاك" .. وبينما انا جالس بين البينيـن استعـدت كثيـرا من عافيتـي "النقاشيـة".. وعندمـا أردت أن أقتبـس من تجربتـي للواقـع، كلمـة .. من نظرتي للمجتمـع، حادثـة .. تفاجـأت بسؤال المفاجـأة الانشائي الانكـاري :
نناقــش ؟؟ لماذا؟؟
هل هي مساحـة حـرة لفرض الآراء دون سبرها ؟ أم أنـه مجـرد إلهـاء للنفـس وهروب من الواقـع بالتمسك بشخصياتنـا الافتراضيــة ؟
هل نناقش لنصـل ؟ هل نناقش لإيجاد الهفـوات والغلطـات ؟ أم أنهـا مجـرد مضيعــة وقــت نستغلهـا لنكذب على أنفسنـا ونبيـن اننـا أفضـل من أنفسنــا ؟
هل كان بالفعـل نقاشنـا - هنـا، في هذه الساحـة واسعـة الأركان - دعـوة الى التفاؤل والابتهـاج ؟ أم أنهـا مجمـوعة ثواني سوداء مـرت نتمنـى ان لا تعــود ؟
بمعنـى آخـر : أوصلنـا عندمـا ناقشنـا ؟ أم أننا نناقش فقط لنناقش ؟ وليس لنصـل ؟